ضد الحكومة

كفاح الشعوب ضد الهموم

نادى عليك
نادى عليك
نادى عليك في كل مكان
صوته راح من كتر ما قال
شباب ثائر ضمم جراح
يمكن يكون مريض تعبان
اسمع شكاه وقول علاج
نسمع بلاوي عن رأس الفساد
ماله ماسك بقوة الدراع
قلبي عليكي يا بلدي حزين
أرجع وأقول قوم يا شباب
رحيل النظام ولا نفخ في سراب
يخت وجاه في أعظم القصور
صمت وظلم في أشد الأمور
شعب فقير في أحلك الظروف
مهما يقول يغير في الموجود
سجن وسحل بطول الطريق
قتل وقمع بكل رصيف
في قلب الميدان مفيش حوار
ساعة الرحيل مفهاش كلام
يطول الزمان وبرضه جاي
حقه هياخده ولو على الحدود
حقه يسيبه يبقى مستحيل
رجله تشده  لقصر الرئيس
يلاقي مفيش يلاقي مفيش

رسالة إلى الشعب المصري

لقد ساهمت القنوات المصرية بشكل كبير في إيصال صورة مشوهة للشباب الذين في ميدان التحرير وأنهم لايريدوا سوى خراب البلد ، إن الذين في ميدان التحرير هم الذين طالبوا بحقوقنا بكل سلمية هم الذين ذاقوا الظلم طوال سنين وعندما طالبوا بحقوقهم تم قتلهم بالرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع ودهسهم أسفل العربات ،لقد نسينا حقوقنا حتى لم نعد نطلبها ونخاف من أن نتكلم عنها ،حتى تناسيناها وظننا أن من يعطينا جزءا منها فقد أكرم علينا. في الميدان ليس ببلطجية وليس بمجانين بل هم أكثر الناس حرصا على أمن الوطن هم الشباب الجامعي والمتعلمون والمثقفون والمدرسون والقضاة والأزهريون ،فبأي حق نمنعهم من التظاهر أو الطلب من الرئيس التنحي بعد الظلم الشديد الذي تعرضوا له . ليس من حق أحد أ يمنعهم من الحديث عن رحيل الرئيس خصوصا بعد أحداث يوم الجمعة ، لقد انتشر فساد الوزراء الممثلين للرئيس فكان مطلب الرحيل حقا مشروعا لهم. أسئلة في ذهن الغائبين عن الساحة السياسية والأخبار اليومية لمصر قبل بداية هذه المظاهرة: *لماذا يقوم هذا الشباب بالتظاهر ولماذا لم يلجؤوا إلى من يستطيع حل مشاكلهم؟ -هذا التظاهر أتى بعد معاناة الشارع المصري من: 1- البطالة: نتيجة ربط الوظيفة بالواسطة والرشوة. 2-الفقر : قلة المرتبات مقارنة بغلاء الأسعار وأزمة الاسكان وبيع أراضي الدولة بأبخس الأثمان ولا يقام عليها أي مشروعات لسنوات بغرض تسقيعها وبيعها مرة أخرى دون مراقبة أو محاسبة من أي جهة . 3-تقييد لحرية الصحافة والتلفزيون. 4- تزوير الانتخابات الرئاسية ومجلسي الشعب والشورى. 5-عدم وجود تعليم في المدارس الحكومية والاعتماد على الكتاب الخارجي والدروس الخصوصية . 6-تطبيق قانون الطوارئ الذي يمكن النظام من حبس أي شخص دون إسناد تهم إليه والتنصت على هاتفه وتفتيش أي شخص في أي مكان في مصر دون التقيد بأحكام قانون الإجراءات الجنائية . 7- عدم حدوث تداول في الرئاسة 30 عاما مع أن التغيير هوا سنة الحياة ويأتي به المصلحة العامة. 8-تزاوج السلطة بالمال . 9-انتشار الرشوة والفساد بين رجال الأمن وموظفي الدولة. 10-تصدير الغاز لاسرائيل بأبخس الأسعار العالمية المعروفة . 11-تضييق النظام على الأحزاب السياسية المعارضة. 12-تغريب عدد كبير من المصريين في كافة البلدان طوال حياتهم عن مصر وعدم حفظ السفارات المصرية في هذه البلدان لحقوقهم . 13-الاختناق المروري الدائم وعادة ما يكون سببه خروج موكب رئيس أو وزير،تلوث المياه ومشاكل الكهرباء الدائمة ،وضياع المال العام على مشاريع يتم تطبيقها ثم تهدم بعد اكتشاف أنها قد شوهت منظرا أو أنها غير جيدة كل ذلك نتجية عدم التخطيط المسبق والاستهتار بالمال العام وعدم إسناده إلى ذوي الخبرة. فإلى من يلجؤوا لحل كل هذه المشاكل إذا كان الفساد قد دب في كل شيئ فمن يلبي حقوقهم ويدرأ كل هذا عنهم؟ * هناك أجانب في الميدان وليس كل الذين في الميدان مصريين وهم الذين سخنوا الشباب على القول للرئيس ارحل ؟

هل الشباب يحتاج إلى تسخين أكبر بعد كل ما حدث لهم في يوم جمعة الغضب وما سردته من بعض الفساد في البلد ،وإن وجود الأجانب شيئ طبيعي ففي أي حدث كهذا في أي مكان في العالم تأتي إليه الصحافة الأجنبية ولجان حقوق الإنسان التي معظمها ما يكون أجنبيا ،كما أن عدد الأجانب لا يذكر، من في الميدان هم مصريون وإذا لم تصدق فأدعوك للذهاب إلى الميدان بنفسك أو أن تشاهد أي قناة غير القنوات المصرية .

*لقد أمر الرئيس بحل الحكومة وأخبر بأنه سيتم تعديل المادتين 76و77 فماذا يريدون أكثر من هذا لقد حقق الرئيس مطالبهم؟ -إن هذه المطالب لم تتحقق إلا بعد قتل عدد منهم بدهسهم أسفل العربات وقتلهم بالرصاص، لقد عوملوا بكل وحشية حتى أصبحت مطالبهم هي رحيل النظام الظالم بكافة رموزه ومنهم الرئيس. -إن المادتين 76 و 77 لا تضمن نزاهة الانتخابات حيث أنه لم يضف إليهما تعديل المادة 88 للإشراف القضائي على هذه الانتخابات فكأن الرئيس يقول رشحوا من تريدوا لكني سأزوّر فيها كما زوّرت من قبل . *إذا كان أخطأ الرئيس كثيرا وقد وعد بالإصلاح فلماذا لانعطيه الفرصة التي طلبها وهيا مجرد شهور؟ -إن الذي ارتكبه ليس بأخطاء بل بجرائم ،إن الرئيس هوا الحاكم العسكري أي انه هوا المسؤول عن إطلاق الرصاص على هؤلاء المتظاهرين وهوا الذي كان رئيسا لهذه الوزارة التي تسببت بكل هذا الفساد فهل كان الرئيس على غير علم بذلك طوال هذه السنين.

-لقد تأخر الرئيس في التعامل مع مجريات الأحداث بالسرعة والكفاءة المطلوبة لأي قائد. -لم يعتذر الرئيس عما حدث ولم يطلب حتى التحقيق في الجريمة بل تجاهل هذه الأحداث تماما على اعتبار أنه تم اغلاق الانترنت ولن يعلم أحد بما حدث. -الرئيس ما كان صريحا مع شعبه في مواضيع عدة مثل التوريث الذي كان يعد له إلا بعد أن أحس أن مشروع التوريث قضت عليه هذه المظاهرة ومن المستحيل تحقيقه ،وتصدير الغاز لاسرائيل بسعر أرخص من السعر العالمي دون وضوح السبب ،وسد طريق المعونات والتضييق على الفلسطينيين والبطئ الشديد في إدخال القوافل الطبية والغذائية بل ومنعها في كثير من الأحيان من الدخول بحجة الحفاظ على أمن مصر. -لقد كان الرئيس في الحكم 29 عاما فألا يكفوا لتحقيق ما كان يود تحقيقه خلال تلك الفترة كلها.

*لكن الرئيس هوا رمز لمصر وكرامة مصر ويجب أن نخرجه بطريقة كريمة تليق به كرئيس: -لو كان لي من الأعمال الصالحة الكثير وسلبت حقا من حقوق الناس ألا يحاسبني القانون عليه؟فما بالك بكل هذه الجرائم -للأسف لقد عظمنا الرئيس حتى اعتبرناه أنه رمز لكرامة الدولة إن أخطأ لا يحاسب مهما كان ظلمه. -إن الرئيس ما هو إلا موظف في الدولة يخدم مصالح الناس، نعم كان للرئيس أعمالا بطولية وبناءة في مصر لكن الرئيس ارتكب مع ذلك

أخطاء عليه أن يحاسب عليها وأن يكون عبرة لكل رئيس يتجاهل أوضاع بلاده ولا يراعي احتياجات شعبه . -لايوجد شخص فوق القانون وعلى الجميع الرؤساء أن يعلموا ذلك ،لقد ضاعت كرامة مصر ومكانتها عندما حكمها المرتشون ورجال الأعمال الفاسدون وكل ذلك على مسمع ومرأى من الرئيس، فصمته عنها كان أقوى داعما لها . *لكن البلد تدمر فلماذا لانصبر على رئيس أخطأ خير من هذا التدمير في اقتصاد مصر؟ -إن بلادنا اقتصادها منهوبا بالأساس من قبل النظام والشعب لايصل إليه إلا الفتات . -لقد صدر النظام الغاز لاسرائيل بل وبأسعار أرخص بكثير من السعر العالمي فلا يكفيه أنه يدعم اسرائيل على احتلال فلسطين ويسد المنافذ والمعابر بل ويدمر الاقتصاد المصري بيديه. -إن بلادنا غنية لكن النظام هوا من يضيع ثرواتنا ويشتتنا ويهنّا بين البلدان بحثا عن العمل والزيادة في الأجور. *لو رحل الرئيس فسيحدث فراغ دستوري؟ الدستور ينص أنه في حالة تنحي الرئيس يتولى نائب الرئيس مهامه وبما أن النائب أيضا مرفوض من قبل الشباب لأنه سيسير على نفس خطا الرئيس فهو من نفس مدرسته فالبديل هوا إما أن يقوم رئيس مجلس الشعب بمهام الرئاسة أو رئيس المحكمة الدستورية في فترة لا تزيد عن شهرين ويمكن خلالها تعديل الدستور ليتم بعدها إجراء انتخابات رئاسية تضمن نزاهة الانتخابات وبما أن مجلس الشعب به شبهات حول تزويره فإنه يتولى في هذه الحالة رئيس المحكمة الدستورية. *لكن هذا الوضع يضع مصر ذريعة لتدخل أمريكا في شؤونها لتحقيق مصالح الاحتلال الاسرائيلي؟ أمريكا تتدخل في شؤون الدول جميعها دائما و مصالح الاحتلال الاسرائيل في مصر هيا محققة بالأساس من تصدير للغاز ومنع تهريب أسلحة إلى حماس واغلاق للمعابر وغيره فالنظام يقف إلى جانب مصالح اسرائيل بالأساس . *لكن لو تنحى الرئيس فمن سيحكم مصر لايوجد من هوا قادر على حكم مصر على الساحة ومن لهم الظهور في الساحة يشتبه بهم ولا يصلحوا للرئاسة؟ هناك 80 مليون مواطن مصري ألا يوجد فيهم رجل رشيد وبفرض أن الرئيس قد توفى فمن الذي سيحكم من بعده؟ *لكن هناك أطراف موالية للرئيس وهم مجموعة بلطجية وأنت بهذا تفتح باب للفتنة ؟ إن هؤلاء البلطجية هم ممثلي النظام الفاسد وأعوان الطاغية هم رجال الأمن الموالون للرئيس الذين قتلوا الشعب بالرصاص استجابة لأوامر النظام وهم المستفيدين من بقاء الرئيس وليس الشعب ،هذه ليست بفتنة بل هو صراع ضد الفساد الذي صنعه هذا النظام والفتنة الحقيقية هيا اتهام الشباب الذي يدافع عن حقوقه بل حقوقنا كلها ودفع حياته ثمنا لذلك أن نتهمه بالخيانة عوضا عن الوقوف إلى جانبهم ودعمهم .

احذروا من ثورات الشعوب

إن الرئيس حسني مبارك يستخدم مبدأ "التنقيط" والإيحاء بأنه يستجيب لمطالب الشعب لتحسين صورته في الخارج،ولا ينخدع بهذا إلا الذين لم يكن لديهم أي فكرة عن أي شيئ في البلد ولا عن مطالب الناس الذين طالبوا بها لعقود دون استجابة ، الذين لايقرؤون ولا يتابعون الأخبار والحوادث كل يوم وبالتالي لم يكن لهم مطالب في الأساس فكانوا في صف الرئيس ،بل ويكرهون السياسة ويربطون كل شيئ بالسياسة فإذا هم جهلاء في كل شيئ يرضون بالقليل كأنه من كرم الرئيس عليهم أن يعطيهم قليل من حقوقهم . إن الرئيس يتناسى مطالبنا فكان همه الأول هوا تحقيق طموحاته تجميع حشد كبير من الناس في صفوفه تمثل ذلك في إعطائهم مبالغ كبيرة وتوظيف أقاربه في أعالي المناصب ،وتجميع أكبر قدر من البطجية في صفوفه ليساندوه في الأزمات والأوقات الحرجة، لقد نجحت في سعيك يا سيادة الرئيس، لقد قرأت من التاريخ جيدا ما يجعلك تعلم أنك بحاجة إلى ضم حشد من الناس في صفوفك من كافة الطبقات بلطجية أسر وأفراد يساندوك في انتخاباتك بتزويرها وجعلت أصحاب الأموال والنفوذ في السلطة ،وأكرمت الممثلين والممثلات على حساب الفقراء لفترات طويلة بجعل علاجهم على نفقة الدولة ،أما الفقراء فليعالجوا أنفسهم بأنفسهم بل فليموتوا فإنهم ليس لهم صوت في الإنتخابات ولن يتظاهروا ضدك ، سيدي الرئيس لقد ميزت بين الناس ففرقت بين الشعب، لقد تحقق ما أردته سواء علمت أم لا فهذه نتيجة مافعلته وهذه الوقائع كثيرا ما قيلت لك في الجرائد الغير حكومية ، لقد أوكلت للوزراء مهامهم ولم تتابعهم ربما لكبر سنك وربما لأنك قد يئست من مشاكل الشعب التي لاتنتهي وربما لأنك حريص على الحصول على الدعم الأمريكي ومساندة اسرائيل على احتلال غزة وهذا هوا واقع الحال سواء لم ترده أو أردته .
لقد كمم النظام أفواهنا بظلمه فإذا به يقبض على شخص يتحدث ضد الرئيس أو يتكلم في السياسة بشكل محايد صادق بل وربط النظام كل شيئ بالسياسة حتى أخاف هذا الطاغية البعض من الحديث في السياسة أو الدين،نعم وبكل صدق إذا نطقت في الشارع بأي كلمة سياسية أو دينية يمكن ان تجد من يلقي القبض عليك ،واذا كنت مربي للحيتك قبض عليك ،وان كنتي منقبة فلن تدخلي لجان الامتحان ربما لن تعملي في مجال التدريس. نحن اليوم لم نعد نخاف لا من الأمن ولا أي شخص حتى لو كان الموت هو مصيرنا سنقول الحق مهما كان ،نعم لقد استعدنا بعض حقوقنا بأيدينا من الطاغية وسنرد باقي حقوقنا عما قريب. لقد اتجه العديد ممن يقال عنهم أنصار الرئيس إلى كل من ميدان مصطفى كامل وجوار مبنى الإذاعة والتلفزيون بعد أن دعا عضو من الحزب الوطني إلى مظاهرة مضادة للمظاهرة المتواجدة في ميدان التحرير وبعد ساعات قليلة تم حشد عدد كبير من الناس يقارب العشرة الاف لكن سرعان ما اتضح في خلال ساعات محدودة أنهم مجموعة من البلطجية مجموعة مبارك المرتشية طوال السنين الفائتة ،إنهم الجهلاء الراضون بواقع الحال الراضون بالذل والظلم في مقابل قليل من الأمن وهذه كانت خدعة من النظام ، اقتحموا ميدان التحرير بمجموعة من الأحصنة والجمال بعدما اختفت من شوارع القاهرة بعد شراء الحكومة لها واستبدالها بموتسيكلات، ظهرت ويعلوها الطغيان والفساد حاملا عصا لضرب الناس وإجبارهم على الرحيل من ميدان التحرير باسلوب الترهيب للأهالي والبعض الاخر حاملا لقنابل لقد أعادنا الرئيس إلى عصور الجاهلية ، وبعد أن قبض المعارضين على بعضهم تم الاكتشاف أنهم مجموعة من الأمن تابعة للحكومة المستبدة الطاغية تابعة للرئيس للأسف لن يكفي هذا الرئيس أي فساد قام به أنه يحكم الناس رغما عنهم إنه استبدادي بكل ما للكلمة معنى ،ضرب الناس بالرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسلة للدموع وها قد أتت قنابل المولوتوف من أتباعه. إن النظام الحاكم كان يخدعنا وما زال يخدعنا حتى اللحظة الأخيرة. طلبنا تغيير في الدستور فإذا به يغير مادتين من الدستور لا قيمة لهما ألا ومجمل معناهما أن أي شخص يمكنه الترشح للرئاسة لكن الرئيس خدع البعض بذلك لأنه لم يعدل في المادة التي يجعل فيها القضاء مشرفا على الانتخابات فكأنه يقول كل من يريد الترشح فليترشح لكني سأزور في الانتخابات كما زورت في مجلس الشعب فأحدث بذلك انقساما في ميدان التحرير ،فهناك من أنطلى عليه حيلة الرئيس وقرر الرحيل ظنا منه ان الرئيس قد استجاب لمطلبه. ومنهم من تناسى أحكام القضاء المصري التي لا تتطبق في كثير من الأحيان بعد صدورها. لقد طلبنا منه حل مجلسي الشعب والشورى فإذا هم كما هم علق نشاطاتهم فقط لاغير لحين النظر في الطعون المقدمة لبعض أعضائها وقد علمت أن لمجلس الشعب فقط الفصل في صحة عضوية أعضائه حتى وإن أثبت القاضي عدم صحة العضوية . إذن ما التغيير الذي فعله الرئيس بعد كل هذا العناء وجهدنا للتغيير والتقدم نحو الأفضل. يؤسفني أن أقول لقد خان الرئيس الشعب خان ثقتنا به، ما أراد طول حياته سوى تحسين صورته أمام العالم بخطاباته الرائدة ، لقد صبرنا عليه فترات طويلة وها هو يريد أن يواصل حكمه لاأدري فيما يفكر إنه ليس بمستبد فحسب بل متكبر على الناس لم يخرج إلا بعد ثلاث أيام من سفك للدماء على أيدي الشرطة ،خرج علينا بخطاب بائس مهما كانت كلماته لايمكن أن تكون أجمل من انتفاضة الشباب لقد أظهر الشباب الصورة البشعة لهذه الخطابات الإنشائية التي قد حفظتها على مدار السنين ، أيفكر في أمان اسرائيل يالهذا الرئيس المتكبر على الناس لقد انتزع الشباب حقوقهم بالقوة منه وللأسف استخدم اسلوب التنقيط البغيض بل ويشوبها سوء النية ،إن الرئيس يضحك علينا بكل المقاييس لقد قلنا له منذ البداية أننا لا نريده رئيسا فقلنا يسقط النظام فإذا به يظن أن الشعب يريد إسقاط الحكومة ويسقط حكومته، وياليت قد أسقطها بل أبدل أماكن الأفراد داخل حكومته ولم يطرأ أي تغيير إنه يواصل خداعنا كأننا أعداءه، ياسيدي أستشف من أعمالك أنك ما أردت يوما تغييرا لقد أردت أن تعين ابنك رئيسا خلفا لك ،ولو نسمح لك بذلك لضاعت مصر ،نعم نحن شعب طيب القلب متعاطف مع الكلام لكن هذا ما كنا عليه ويكفي تسامحا معك، سيدي الرئيس خطاباتك الرائعة كانت تعصب أعيننا عن الحقائق لكنا قد أفقنا من غيبوبتنا ونزعنا العصبة التي وضعتها على أعيننا ، نعم نحن شعب نريد الأمن لكن لي على حساب الغير ليس على حساب القضية الفلسطينية ،ليس على حساب الصحافة الحرة ،ليس على حساب تكميم أفواه القضاة ،ليس على حساب نصرة المظلوم ،لا نريد سلاما مع العدو أهذا ما تخاف منه ؟ إني اليوم أجزم بأنك خائف من اسرائيل من العهود التي أبرمتها مع اسرائيل ، من الرئيس المقبل الذي سيأخذ كرسيك ويحاكمك عسكريا ؟سيدي الرئيس أطال الله في عمرك سعادة الرئيس حتى نحاكمك عسكريا على ما تسببت به مصائب لهذه البلاد ويكفي الثلاثة أيام التي ظهرت صورتك الحقيقية للعالم كله أنك قد نسيت أن هناك شعبا أنت رئيسهم خادم لمصالحهم ،نحن لسنا بعساكر ولا ضباط نحن شعب مصر الذين ظنوا فيك الخير بخطاباتك التي لا معنى لها في أرض الواقع . لقد يئست من معظم الحكام العرب مثلك لا تجدهم يقولوا سوى اشجب واندد وارفض دون فعل شيئ لاتثور الا على الشعب بالقتل والسجن وتقييد الحريات أكثر فأكثر يوما بعد يوم . لماذا لا يتنحى الرئيس اذن ؟لماذا؟ان مصر أعبائها كثيرة وكبيرة من يأتي له الشعور بالثقة على القدرة على تحملها أم أنه لا يحمل شيئا في الأساس. لقد ارتكب الرئيس أخطاء جسيمة فلماذا لا يتنحى : -ألأنه يريد الحفاظ على صورته أمام العالم ؟ أم لأنه قد تعود عدم تلبية مطالب الشعب؟ -ألأنه يستصغر حجم الأعداد التي خرجت ؟لقد أقفلت مداخل القاهرة الى ميدان التحرير ونشرت البلطجية في كل مكان فكيف يأتي لك هذا الاعتقاد؟ -أم لأنه خائف من الفراغ السياسي كما يقال؟فما هوا الفراغ السياسي وأي فراغ سياسي سيكون أثره أكبر من عدم تلبية مطلب الشعب؟ -أم لأنه معتقد أن هناك الالاف مؤيدون له وبالتالي هوا شرعي وفقا للدستور وأن الذين في ميدان التحرير أقلية لا يمثلون الشعب؟اذن فانظر من معك مجموعة من البلطجية راكبي بغال صنعتهم السلطة بالرشاوي على مدار السنين أهؤلاء يمثلوك أم الفنان الذي ما أخرج فيلما إلا وكان تصنيفه اباحي أم يمثلك محبي المال ورجال الأعمال الذين ارتعدوا بعد سقوط البورصة ووقف الأموال التي تدار عليهم ،وانظر إلى الذين في ميدان التحرير فستجد العلماء والشيوخ الأزهريين والمسيحيين والقضاة والصحفيين والمدونيين والطلبة الجامعيين الذين لايطالبون سوى باسقاط منبع الظلم واعلم أن كلا الجبهتين لا تقف إلى جوارك فمن وقف معك من العقلاء ليسوا معك في الأساس بل هم مع الاستقرار الاقتصادي والأمن في البلاد فهم اضطروا للوقوف معك في اعتقادهم أن في ذلك حفاظا على مصلحة مصر . لقد تعلمنا درسا قاسيا تعلمنا أن الوزراء ما هم إلا صورة من الرئيس فإن صلح صلحوا وإن ظلم اتبعوا نهجه وظلموا ،وسواء ظللت الأشهر المتبقية لك أم لا ،اعلم أن الحكم العسكري قد انتهى تماما من مصر فإن النظام العسكري يميت قلب وعقل من يدخله. ومن هنا أقول لكل الرؤساء إن الشعوب قد تيقظت من غفلتها فلتضعوا لكل خطوة حسبان منذ اليوم حافظوا على مصالح شعوبك ولتسهروا الليالي لتحقيقها ، كونوا صرحاء مع شعوبكم قبل صب الزيت على النار، احذروا من صحوتهم...................احذروا من ثوراتهم
 
قادمون للتغيير