رسالة إلى الشعب المصري

لقد ساهمت القنوات المصرية بشكل كبير في إيصال صورة مشوهة للشباب الذين في ميدان التحرير وأنهم لايريدوا سوى خراب البلد ، إن الذين في ميدان التحرير هم الذين طالبوا بحقوقنا بكل سلمية هم الذين ذاقوا الظلم طوال سنين وعندما طالبوا بحقوقهم تم قتلهم بالرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع ودهسهم أسفل العربات ،لقد نسينا حقوقنا حتى لم نعد نطلبها ونخاف من أن نتكلم عنها ،حتى تناسيناها وظننا أن من يعطينا جزءا منها فقد أكرم علينا. في الميدان ليس ببلطجية وليس بمجانين بل هم أكثر الناس حرصا على أمن الوطن هم الشباب الجامعي والمتعلمون والمثقفون والمدرسون والقضاة والأزهريون ،فبأي حق نمنعهم من التظاهر أو الطلب من الرئيس التنحي بعد الظلم الشديد الذي تعرضوا له . ليس من حق أحد أ يمنعهم من الحديث عن رحيل الرئيس خصوصا بعد أحداث يوم الجمعة ، لقد انتشر فساد الوزراء الممثلين للرئيس فكان مطلب الرحيل حقا مشروعا لهم. أسئلة في ذهن الغائبين عن الساحة السياسية والأخبار اليومية لمصر قبل بداية هذه المظاهرة: *لماذا يقوم هذا الشباب بالتظاهر ولماذا لم يلجؤوا إلى من يستطيع حل مشاكلهم؟ -هذا التظاهر أتى بعد معاناة الشارع المصري من: 1- البطالة: نتيجة ربط الوظيفة بالواسطة والرشوة. 2-الفقر : قلة المرتبات مقارنة بغلاء الأسعار وأزمة الاسكان وبيع أراضي الدولة بأبخس الأثمان ولا يقام عليها أي مشروعات لسنوات بغرض تسقيعها وبيعها مرة أخرى دون مراقبة أو محاسبة من أي جهة . 3-تقييد لحرية الصحافة والتلفزيون. 4- تزوير الانتخابات الرئاسية ومجلسي الشعب والشورى. 5-عدم وجود تعليم في المدارس الحكومية والاعتماد على الكتاب الخارجي والدروس الخصوصية . 6-تطبيق قانون الطوارئ الذي يمكن النظام من حبس أي شخص دون إسناد تهم إليه والتنصت على هاتفه وتفتيش أي شخص في أي مكان في مصر دون التقيد بأحكام قانون الإجراءات الجنائية . 7- عدم حدوث تداول في الرئاسة 30 عاما مع أن التغيير هوا سنة الحياة ويأتي به المصلحة العامة. 8-تزاوج السلطة بالمال . 9-انتشار الرشوة والفساد بين رجال الأمن وموظفي الدولة. 10-تصدير الغاز لاسرائيل بأبخس الأسعار العالمية المعروفة . 11-تضييق النظام على الأحزاب السياسية المعارضة. 12-تغريب عدد كبير من المصريين في كافة البلدان طوال حياتهم عن مصر وعدم حفظ السفارات المصرية في هذه البلدان لحقوقهم . 13-الاختناق المروري الدائم وعادة ما يكون سببه خروج موكب رئيس أو وزير،تلوث المياه ومشاكل الكهرباء الدائمة ،وضياع المال العام على مشاريع يتم تطبيقها ثم تهدم بعد اكتشاف أنها قد شوهت منظرا أو أنها غير جيدة كل ذلك نتجية عدم التخطيط المسبق والاستهتار بالمال العام وعدم إسناده إلى ذوي الخبرة. فإلى من يلجؤوا لحل كل هذه المشاكل إذا كان الفساد قد دب في كل شيئ فمن يلبي حقوقهم ويدرأ كل هذا عنهم؟ * هناك أجانب في الميدان وليس كل الذين في الميدان مصريين وهم الذين سخنوا الشباب على القول للرئيس ارحل ؟

هل الشباب يحتاج إلى تسخين أكبر بعد كل ما حدث لهم في يوم جمعة الغضب وما سردته من بعض الفساد في البلد ،وإن وجود الأجانب شيئ طبيعي ففي أي حدث كهذا في أي مكان في العالم تأتي إليه الصحافة الأجنبية ولجان حقوق الإنسان التي معظمها ما يكون أجنبيا ،كما أن عدد الأجانب لا يذكر، من في الميدان هم مصريون وإذا لم تصدق فأدعوك للذهاب إلى الميدان بنفسك أو أن تشاهد أي قناة غير القنوات المصرية .

*لقد أمر الرئيس بحل الحكومة وأخبر بأنه سيتم تعديل المادتين 76و77 فماذا يريدون أكثر من هذا لقد حقق الرئيس مطالبهم؟ -إن هذه المطالب لم تتحقق إلا بعد قتل عدد منهم بدهسهم أسفل العربات وقتلهم بالرصاص، لقد عوملوا بكل وحشية حتى أصبحت مطالبهم هي رحيل النظام الظالم بكافة رموزه ومنهم الرئيس. -إن المادتين 76 و 77 لا تضمن نزاهة الانتخابات حيث أنه لم يضف إليهما تعديل المادة 88 للإشراف القضائي على هذه الانتخابات فكأن الرئيس يقول رشحوا من تريدوا لكني سأزوّر فيها كما زوّرت من قبل . *إذا كان أخطأ الرئيس كثيرا وقد وعد بالإصلاح فلماذا لانعطيه الفرصة التي طلبها وهيا مجرد شهور؟ -إن الذي ارتكبه ليس بأخطاء بل بجرائم ،إن الرئيس هوا الحاكم العسكري أي انه هوا المسؤول عن إطلاق الرصاص على هؤلاء المتظاهرين وهوا الذي كان رئيسا لهذه الوزارة التي تسببت بكل هذا الفساد فهل كان الرئيس على غير علم بذلك طوال هذه السنين.

-لقد تأخر الرئيس في التعامل مع مجريات الأحداث بالسرعة والكفاءة المطلوبة لأي قائد. -لم يعتذر الرئيس عما حدث ولم يطلب حتى التحقيق في الجريمة بل تجاهل هذه الأحداث تماما على اعتبار أنه تم اغلاق الانترنت ولن يعلم أحد بما حدث. -الرئيس ما كان صريحا مع شعبه في مواضيع عدة مثل التوريث الذي كان يعد له إلا بعد أن أحس أن مشروع التوريث قضت عليه هذه المظاهرة ومن المستحيل تحقيقه ،وتصدير الغاز لاسرائيل بسعر أرخص من السعر العالمي دون وضوح السبب ،وسد طريق المعونات والتضييق على الفلسطينيين والبطئ الشديد في إدخال القوافل الطبية والغذائية بل ومنعها في كثير من الأحيان من الدخول بحجة الحفاظ على أمن مصر. -لقد كان الرئيس في الحكم 29 عاما فألا يكفوا لتحقيق ما كان يود تحقيقه خلال تلك الفترة كلها.

*لكن الرئيس هوا رمز لمصر وكرامة مصر ويجب أن نخرجه بطريقة كريمة تليق به كرئيس: -لو كان لي من الأعمال الصالحة الكثير وسلبت حقا من حقوق الناس ألا يحاسبني القانون عليه؟فما بالك بكل هذه الجرائم -للأسف لقد عظمنا الرئيس حتى اعتبرناه أنه رمز لكرامة الدولة إن أخطأ لا يحاسب مهما كان ظلمه. -إن الرئيس ما هو إلا موظف في الدولة يخدم مصالح الناس، نعم كان للرئيس أعمالا بطولية وبناءة في مصر لكن الرئيس ارتكب مع ذلك

أخطاء عليه أن يحاسب عليها وأن يكون عبرة لكل رئيس يتجاهل أوضاع بلاده ولا يراعي احتياجات شعبه . -لايوجد شخص فوق القانون وعلى الجميع الرؤساء أن يعلموا ذلك ،لقد ضاعت كرامة مصر ومكانتها عندما حكمها المرتشون ورجال الأعمال الفاسدون وكل ذلك على مسمع ومرأى من الرئيس، فصمته عنها كان أقوى داعما لها . *لكن البلد تدمر فلماذا لانصبر على رئيس أخطأ خير من هذا التدمير في اقتصاد مصر؟ -إن بلادنا اقتصادها منهوبا بالأساس من قبل النظام والشعب لايصل إليه إلا الفتات . -لقد صدر النظام الغاز لاسرائيل بل وبأسعار أرخص بكثير من السعر العالمي فلا يكفيه أنه يدعم اسرائيل على احتلال فلسطين ويسد المنافذ والمعابر بل ويدمر الاقتصاد المصري بيديه. -إن بلادنا غنية لكن النظام هوا من يضيع ثرواتنا ويشتتنا ويهنّا بين البلدان بحثا عن العمل والزيادة في الأجور. *لو رحل الرئيس فسيحدث فراغ دستوري؟ الدستور ينص أنه في حالة تنحي الرئيس يتولى نائب الرئيس مهامه وبما أن النائب أيضا مرفوض من قبل الشباب لأنه سيسير على نفس خطا الرئيس فهو من نفس مدرسته فالبديل هوا إما أن يقوم رئيس مجلس الشعب بمهام الرئاسة أو رئيس المحكمة الدستورية في فترة لا تزيد عن شهرين ويمكن خلالها تعديل الدستور ليتم بعدها إجراء انتخابات رئاسية تضمن نزاهة الانتخابات وبما أن مجلس الشعب به شبهات حول تزويره فإنه يتولى في هذه الحالة رئيس المحكمة الدستورية. *لكن هذا الوضع يضع مصر ذريعة لتدخل أمريكا في شؤونها لتحقيق مصالح الاحتلال الاسرائيلي؟ أمريكا تتدخل في شؤون الدول جميعها دائما و مصالح الاحتلال الاسرائيل في مصر هيا محققة بالأساس من تصدير للغاز ومنع تهريب أسلحة إلى حماس واغلاق للمعابر وغيره فالنظام يقف إلى جانب مصالح اسرائيل بالأساس . *لكن لو تنحى الرئيس فمن سيحكم مصر لايوجد من هوا قادر على حكم مصر على الساحة ومن لهم الظهور في الساحة يشتبه بهم ولا يصلحوا للرئاسة؟ هناك 80 مليون مواطن مصري ألا يوجد فيهم رجل رشيد وبفرض أن الرئيس قد توفى فمن الذي سيحكم من بعده؟ *لكن هناك أطراف موالية للرئيس وهم مجموعة بلطجية وأنت بهذا تفتح باب للفتنة ؟ إن هؤلاء البلطجية هم ممثلي النظام الفاسد وأعوان الطاغية هم رجال الأمن الموالون للرئيس الذين قتلوا الشعب بالرصاص استجابة لأوامر النظام وهم المستفيدين من بقاء الرئيس وليس الشعب ،هذه ليست بفتنة بل هو صراع ضد الفساد الذي صنعه هذا النظام والفتنة الحقيقية هيا اتهام الشباب الذي يدافع عن حقوقه بل حقوقنا كلها ودفع حياته ثمنا لذلك أن نتهمه بالخيانة عوضا عن الوقوف إلى جانبهم ودعمهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
قادمون للتغيير