يا نفس توبي

بسم الله الرحمن الرحيم
الله سبحانه وتعالى ما شرع شيئا إلا وفيه مصلحة الإنسان فكل صانع أدرى بصنعته والله صانع كل شئ سبحانه وتعالى ، قد لا يعلم البعض الحكمة من تشريع أو أهميته، لكن بمرور الأيام يكتشف أهمية التشريع الاسلامي من عبادات وصيام وزكاة وغيرها ومن ذاق حلاوة الإيمان أدرى بذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله،وأن يكره أن يعود في الكفر، كما يكره أن يقذف في النار) الله سبحانه وتعالى خلق الدنيا وأودع فيها ما يشتهيه الإنسان وما يعينه في هذه الدنيا على مشاق الحياة ،وأودع فيها شهوات منها المال والبنين وحب النساء ، وجعلنا مسؤولين عنها بتطبيق ما أحله الله فيها ،وما جعلها إلا لِحِكم، وإن تفكرنا قليلا نجد أن هذه الشهوات ما هي إلا عوامل خلقت لتعين الإنسان تملأ دنياه بالفرح وتعينه على مشاق الدنيا ويسلك بها سبل الخير . قال تعالى "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب" فزين لنا حبها لنحرص عليها ونزيد منها في حدود شرع الله .

قال تعالى "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق"

فلم يحرم الله هذه الشهوات بل قننها لتناسب مستوى احتياج النفس الانسانية فلا تصل إلى مستوى الجشع أوالبخل ولا إلى مستوى الإسراف فيها ، فخير الأمور الوسط وما أوسط ديننا الإسلامي.

من آثار معصية الله:

أنك إذا كنت مصليا في المسجد واتبعت معصية من المعاصي تجدها قد أثقلتك عن النزول وإذا كنت من المصلين في البيت تجد ثقلا في نفسك فتأخرها أو حتى يحين موعد الصلاة التالية والله أعلم ان كنت ستصليها أم لا ، وإذا كنت قارئا لكتاب الله في كل يوم جزء مثلا تجد هذا القدر يقل يوما بعد يوم فما من مانع بين المؤمن وربه إلا معصيته، فأنت عندما تعبد الله فهذا لا يرجع إلا سوى أن أطعت الله فأحبك فأعانك على عبادته . وإذا كان رئيسا أو صاحب سلطة ما تستطيع أن تقيس ذلك عليه، فإن اتبع شهوات الدنيا بغير شرع الله تجد أن الله يحرمه من نعمة خدمة الناس واحتساب أجرها،واالناس تبعا لذلك عليهم أن يستبعدوه لأنه أصبح غير كفئا فمن اتبع شهوات الدنيا تجده لايفكر سوى في شهواتها وينسى شأن الناس وتسول له نفسه أنه أعظم حاكم أو أفضل شخص يصلح لهذا المكان ولن يستطيع أحد أن يسد ثغرة سلطته من بعده ويزين له الشيطان أن الشعب يعيش في نعيم من فضله فيجعل نفسه في السلطة بكل الطرق الشرعية والغير شرعية حتى يموت ،بل ولربما أراد توريثها لابنه إان أمكنه ذلك ؟؟! هدى الله حكامنا وأصحاب الكراسي؟؟! قال تعالى "وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا "(النساء) المنهج الصحيح في التعامل مع بعض الشهوات: 1-الصلاة: قال تعالى "إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ"(العنكبوت) إن الصلاة الحقيقية يتخللها الخشوع بين يدي الله والشعور بعظمة الله في آياته تتضمن الشعور بقدرة الله في الكون وفي النفس الإنسانية . قال تعالى "وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون". إن في الصلاة من وقوف بين يدي الله عز وجل ما يجعل في نفس الإنسان حاجزا واقيا من شهوات الدنيا ، فالصلاة تنهى الانسان عن معصية الله فإن لم تنهك فاعلم أن صلاتك بها نقص لإنك لم تحصد ثمارها. 2- الصوم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه اغض للبصر واحفظ للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) 3-ثلث+ثلث+ثلث=1*100=100%: تقليل الطعام والشراب الذي يتناوله إلى المقدار الذي يقيم صلب الانسان . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه. بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان ولابد فاعلاً: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسه) 4-ممارسة الرياضة بانتظام. 5-الاشتغال بالاجتهاد في طلب العلم والعمل. 6-الاحتلام: الاحتلام نعمه من عند الله فهو عملية تلقائية وطبيعية تحدث للإنسان على غير إرادة منه وهذا لاخلاف عليه،

واعتقد أن الاحتلام لايأتي للإنسان إلا في حالة غضه للبصر فهم يحدث في الحلم حلم والحلم هوا الشئ الذي يفكر فيه الانسان ويتمناه فإن أطلق بصره فقد حصل على ما تمناه ولو على جزء منه واغضب الله فيحرمه من نعمة الاحتلام

قال تعالى:قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) الآية (النور:30-31)

غض البصر----------------------------------حفظ الفرج

7-الإيمان بأن الله مطلع عليك.

8-التوبة -الدعاء-كثرة الاستغفار: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (الزمر) 9-النوم في خلال فترة الليل: قال تعالى "الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون "(غافر) 11-مجالسة العلماء وأصحاب الأخلاق الكريمة وتغليب العقل والمنطق في الأمور كلها:

قال تعالى:"وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29)هَارُونَ أَخِي (30)اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33)وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)"(طه)

قال تعالى:" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين "(البقرة)

تذكر( من هنا وهناك):

*أنا في الوجود وديعة وغدا سأمضي عابرا في رحلتي *الموت والدار الآخرة. *من ترك شيئاً لله بدله الله خيراً منه .

*ستندم أن رحــــلت بغير زاد فتب عمــــا جنيت وأنت حي وكن متيقظاً قبل الرقـــــــاد

 
قادمون للتغيير