احذروا من ثورات الشعوب

إن الرئيس حسني مبارك يستخدم مبدأ "التنقيط" والإيحاء بأنه يستجيب لمطالب الشعب لتحسين صورته في الخارج،ولا ينخدع بهذا إلا الذين لم يكن لديهم أي فكرة عن أي شيئ في البلد ولا عن مطالب الناس الذين طالبوا بها لعقود دون استجابة ، الذين لايقرؤون ولا يتابعون الأخبار والحوادث كل يوم وبالتالي لم يكن لهم مطالب في الأساس فكانوا في صف الرئيس ،بل ويكرهون السياسة ويربطون كل شيئ بالسياسة فإذا هم جهلاء في كل شيئ يرضون بالقليل كأنه من كرم الرئيس عليهم أن يعطيهم قليل من حقوقهم . إن الرئيس يتناسى مطالبنا فكان همه الأول هوا تحقيق طموحاته تجميع حشد كبير من الناس في صفوفه تمثل ذلك في إعطائهم مبالغ كبيرة وتوظيف أقاربه في أعالي المناصب ،وتجميع أكبر قدر من البطجية في صفوفه ليساندوه في الأزمات والأوقات الحرجة، لقد نجحت في سعيك يا سيادة الرئيس، لقد قرأت من التاريخ جيدا ما يجعلك تعلم أنك بحاجة إلى ضم حشد من الناس في صفوفك من كافة الطبقات بلطجية أسر وأفراد يساندوك في انتخاباتك بتزويرها وجعلت أصحاب الأموال والنفوذ في السلطة ،وأكرمت الممثلين والممثلات على حساب الفقراء لفترات طويلة بجعل علاجهم على نفقة الدولة ،أما الفقراء فليعالجوا أنفسهم بأنفسهم بل فليموتوا فإنهم ليس لهم صوت في الإنتخابات ولن يتظاهروا ضدك ، سيدي الرئيس لقد ميزت بين الناس ففرقت بين الشعب، لقد تحقق ما أردته سواء علمت أم لا فهذه نتيجة مافعلته وهذه الوقائع كثيرا ما قيلت لك في الجرائد الغير حكومية ، لقد أوكلت للوزراء مهامهم ولم تتابعهم ربما لكبر سنك وربما لأنك قد يئست من مشاكل الشعب التي لاتنتهي وربما لأنك حريص على الحصول على الدعم الأمريكي ومساندة اسرائيل على احتلال غزة وهذا هوا واقع الحال سواء لم ترده أو أردته .
لقد كمم النظام أفواهنا بظلمه فإذا به يقبض على شخص يتحدث ضد الرئيس أو يتكلم في السياسة بشكل محايد صادق بل وربط النظام كل شيئ بالسياسة حتى أخاف هذا الطاغية البعض من الحديث في السياسة أو الدين،نعم وبكل صدق إذا نطقت في الشارع بأي كلمة سياسية أو دينية يمكن ان تجد من يلقي القبض عليك ،واذا كنت مربي للحيتك قبض عليك ،وان كنتي منقبة فلن تدخلي لجان الامتحان ربما لن تعملي في مجال التدريس. نحن اليوم لم نعد نخاف لا من الأمن ولا أي شخص حتى لو كان الموت هو مصيرنا سنقول الحق مهما كان ،نعم لقد استعدنا بعض حقوقنا بأيدينا من الطاغية وسنرد باقي حقوقنا عما قريب. لقد اتجه العديد ممن يقال عنهم أنصار الرئيس إلى كل من ميدان مصطفى كامل وجوار مبنى الإذاعة والتلفزيون بعد أن دعا عضو من الحزب الوطني إلى مظاهرة مضادة للمظاهرة المتواجدة في ميدان التحرير وبعد ساعات قليلة تم حشد عدد كبير من الناس يقارب العشرة الاف لكن سرعان ما اتضح في خلال ساعات محدودة أنهم مجموعة من البلطجية مجموعة مبارك المرتشية طوال السنين الفائتة ،إنهم الجهلاء الراضون بواقع الحال الراضون بالذل والظلم في مقابل قليل من الأمن وهذه كانت خدعة من النظام ، اقتحموا ميدان التحرير بمجموعة من الأحصنة والجمال بعدما اختفت من شوارع القاهرة بعد شراء الحكومة لها واستبدالها بموتسيكلات، ظهرت ويعلوها الطغيان والفساد حاملا عصا لضرب الناس وإجبارهم على الرحيل من ميدان التحرير باسلوب الترهيب للأهالي والبعض الاخر حاملا لقنابل لقد أعادنا الرئيس إلى عصور الجاهلية ، وبعد أن قبض المعارضين على بعضهم تم الاكتشاف أنهم مجموعة من الأمن تابعة للحكومة المستبدة الطاغية تابعة للرئيس للأسف لن يكفي هذا الرئيس أي فساد قام به أنه يحكم الناس رغما عنهم إنه استبدادي بكل ما للكلمة معنى ،ضرب الناس بالرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسلة للدموع وها قد أتت قنابل المولوتوف من أتباعه. إن النظام الحاكم كان يخدعنا وما زال يخدعنا حتى اللحظة الأخيرة. طلبنا تغيير في الدستور فإذا به يغير مادتين من الدستور لا قيمة لهما ألا ومجمل معناهما أن أي شخص يمكنه الترشح للرئاسة لكن الرئيس خدع البعض بذلك لأنه لم يعدل في المادة التي يجعل فيها القضاء مشرفا على الانتخابات فكأنه يقول كل من يريد الترشح فليترشح لكني سأزور في الانتخابات كما زورت في مجلس الشعب فأحدث بذلك انقساما في ميدان التحرير ،فهناك من أنطلى عليه حيلة الرئيس وقرر الرحيل ظنا منه ان الرئيس قد استجاب لمطلبه. ومنهم من تناسى أحكام القضاء المصري التي لا تتطبق في كثير من الأحيان بعد صدورها. لقد طلبنا منه حل مجلسي الشعب والشورى فإذا هم كما هم علق نشاطاتهم فقط لاغير لحين النظر في الطعون المقدمة لبعض أعضائها وقد علمت أن لمجلس الشعب فقط الفصل في صحة عضوية أعضائه حتى وإن أثبت القاضي عدم صحة العضوية . إذن ما التغيير الذي فعله الرئيس بعد كل هذا العناء وجهدنا للتغيير والتقدم نحو الأفضل. يؤسفني أن أقول لقد خان الرئيس الشعب خان ثقتنا به، ما أراد طول حياته سوى تحسين صورته أمام العالم بخطاباته الرائدة ، لقد صبرنا عليه فترات طويلة وها هو يريد أن يواصل حكمه لاأدري فيما يفكر إنه ليس بمستبد فحسب بل متكبر على الناس لم يخرج إلا بعد ثلاث أيام من سفك للدماء على أيدي الشرطة ،خرج علينا بخطاب بائس مهما كانت كلماته لايمكن أن تكون أجمل من انتفاضة الشباب لقد أظهر الشباب الصورة البشعة لهذه الخطابات الإنشائية التي قد حفظتها على مدار السنين ، أيفكر في أمان اسرائيل يالهذا الرئيس المتكبر على الناس لقد انتزع الشباب حقوقهم بالقوة منه وللأسف استخدم اسلوب التنقيط البغيض بل ويشوبها سوء النية ،إن الرئيس يضحك علينا بكل المقاييس لقد قلنا له منذ البداية أننا لا نريده رئيسا فقلنا يسقط النظام فإذا به يظن أن الشعب يريد إسقاط الحكومة ويسقط حكومته، وياليت قد أسقطها بل أبدل أماكن الأفراد داخل حكومته ولم يطرأ أي تغيير إنه يواصل خداعنا كأننا أعداءه، ياسيدي أستشف من أعمالك أنك ما أردت يوما تغييرا لقد أردت أن تعين ابنك رئيسا خلفا لك ،ولو نسمح لك بذلك لضاعت مصر ،نعم نحن شعب طيب القلب متعاطف مع الكلام لكن هذا ما كنا عليه ويكفي تسامحا معك، سيدي الرئيس خطاباتك الرائعة كانت تعصب أعيننا عن الحقائق لكنا قد أفقنا من غيبوبتنا ونزعنا العصبة التي وضعتها على أعيننا ، نعم نحن شعب نريد الأمن لكن لي على حساب الغير ليس على حساب القضية الفلسطينية ،ليس على حساب الصحافة الحرة ،ليس على حساب تكميم أفواه القضاة ،ليس على حساب نصرة المظلوم ،لا نريد سلاما مع العدو أهذا ما تخاف منه ؟ إني اليوم أجزم بأنك خائف من اسرائيل من العهود التي أبرمتها مع اسرائيل ، من الرئيس المقبل الذي سيأخذ كرسيك ويحاكمك عسكريا ؟سيدي الرئيس أطال الله في عمرك سعادة الرئيس حتى نحاكمك عسكريا على ما تسببت به مصائب لهذه البلاد ويكفي الثلاثة أيام التي ظهرت صورتك الحقيقية للعالم كله أنك قد نسيت أن هناك شعبا أنت رئيسهم خادم لمصالحهم ،نحن لسنا بعساكر ولا ضباط نحن شعب مصر الذين ظنوا فيك الخير بخطاباتك التي لا معنى لها في أرض الواقع . لقد يئست من معظم الحكام العرب مثلك لا تجدهم يقولوا سوى اشجب واندد وارفض دون فعل شيئ لاتثور الا على الشعب بالقتل والسجن وتقييد الحريات أكثر فأكثر يوما بعد يوم . لماذا لا يتنحى الرئيس اذن ؟لماذا؟ان مصر أعبائها كثيرة وكبيرة من يأتي له الشعور بالثقة على القدرة على تحملها أم أنه لا يحمل شيئا في الأساس. لقد ارتكب الرئيس أخطاء جسيمة فلماذا لا يتنحى : -ألأنه يريد الحفاظ على صورته أمام العالم ؟ أم لأنه قد تعود عدم تلبية مطالب الشعب؟ -ألأنه يستصغر حجم الأعداد التي خرجت ؟لقد أقفلت مداخل القاهرة الى ميدان التحرير ونشرت البلطجية في كل مكان فكيف يأتي لك هذا الاعتقاد؟ -أم لأنه خائف من الفراغ السياسي كما يقال؟فما هوا الفراغ السياسي وأي فراغ سياسي سيكون أثره أكبر من عدم تلبية مطلب الشعب؟ -أم لأنه معتقد أن هناك الالاف مؤيدون له وبالتالي هوا شرعي وفقا للدستور وأن الذين في ميدان التحرير أقلية لا يمثلون الشعب؟اذن فانظر من معك مجموعة من البلطجية راكبي بغال صنعتهم السلطة بالرشاوي على مدار السنين أهؤلاء يمثلوك أم الفنان الذي ما أخرج فيلما إلا وكان تصنيفه اباحي أم يمثلك محبي المال ورجال الأعمال الذين ارتعدوا بعد سقوط البورصة ووقف الأموال التي تدار عليهم ،وانظر إلى الذين في ميدان التحرير فستجد العلماء والشيوخ الأزهريين والمسيحيين والقضاة والصحفيين والمدونيين والطلبة الجامعيين الذين لايطالبون سوى باسقاط منبع الظلم واعلم أن كلا الجبهتين لا تقف إلى جوارك فمن وقف معك من العقلاء ليسوا معك في الأساس بل هم مع الاستقرار الاقتصادي والأمن في البلاد فهم اضطروا للوقوف معك في اعتقادهم أن في ذلك حفاظا على مصلحة مصر . لقد تعلمنا درسا قاسيا تعلمنا أن الوزراء ما هم إلا صورة من الرئيس فإن صلح صلحوا وإن ظلم اتبعوا نهجه وظلموا ،وسواء ظللت الأشهر المتبقية لك أم لا ،اعلم أن الحكم العسكري قد انتهى تماما من مصر فإن النظام العسكري يميت قلب وعقل من يدخله. ومن هنا أقول لكل الرؤساء إن الشعوب قد تيقظت من غفلتها فلتضعوا لكل خطوة حسبان منذ اليوم حافظوا على مصالح شعوبك ولتسهروا الليالي لتحقيقها ، كونوا صرحاء مع شعوبكم قبل صب الزيت على النار، احذروا من صحوتهم...................احذروا من ثوراتهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
قادمون للتغيير